قراءة ومس الحائض للقرآن

فتوى رقم: 1707


لا مانع من قراءة ومس الحائض للقرآن لضرورة التعلّم والتعليم والمراجعة والإسترقاء بآيات الرقية

، خصوصا وأنّ الحائض عذرها ليس بيدها ، وقد تطول دورة بعض النساء إلى 15 يوماً ، ففي

منعها من القرآن إلحاق ضرر ومشقة بها


خلاصة الفتوى:

لا مانع من قراءة ومس الحائض للقرآن لضرورة التعلّم والتعليم والمراجعة والإسترقاء بآيات الرقية

، خصوصا وأنّ الحائض عذرها ليس بيدها ، وقد تطول دورة بعض النساء إلى 15 يوماً ، ففي

منعها من القرآن إلحاق ضرر ومشقة بها ، خصوصاً وأنّها أحوج ما تكون لقراءة القرآن نظراً لما

تمرّ به من الإضطراب والتوتر النفسي بسبب الحيض ، وإن أمكنها أن تقرأ القرآن من كتب التفسير

فهذا أحوط وأولى أو أن تلبس قفازين وتقرأ مباشرة من المصحف خروجاً من خلاف الفقهاء في

المسألة.

تفصيل الفتوى:

رخص مذهب المالكية للحائض أن تقرأ القرآن من حفظها دون مسّ للمصحف وهذا اختيار شيخ

الإسلام ابن تيمية ، على اعتبار أنّه لم يثبت دليل صحيح صريح على منع الحائض من قراءة القرآن

الكريم من حفظها وأما ما روي في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لا يقرأ الجنب ولا

الحائض شيئاً من القرآن) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم فهو حديث ضعيف عند

المحدثين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الحديث السابق [وهو ضعيف باتفاق أهل المعرفة

بالحديث] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 21/460.

وبدليل أنّه عليه الصلاة والسّلام لما حاضت عائشة في حجة الوداع قال لها: "افعلي ما يفعل الحاج

غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" متفق عليه ومن المعلوم أن الحاج يقرأ القرآن فالحديث دليل

على أنه لا حرج على الحائض في قراءة القرآن ، إذ لم ينهها فيه إلا عن الطواف.

وأمّا بالنسبة لقراءة الحائض للقرآن من المصحف مع مسه: فإنّ أكثر أهل العلم لا يجيزون للحائض

أن تمس المصحف وهو القول المفتى به في المذاهب الأربعة ، وأجاز المالكية للحائض إذا كانت

معلّمة أو متعلّمة او للرقية أن تقرأ القرآن وتمسّه ، جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ، في

ما يمنعه الحيض قال: ومس المصحف: "أي ما لم تكن معلمة أو متعلمة وإلا جاز مسُها له".

وذهب بعض أهل العلم إلى جواز مس الحائض للمصحف مطلقاً وهو قول المزني صاحب الشافعي

وداود وابن حزم الظاهريان (والشوكاني وإبراهيم بن الوزير والعلامة الشيخ القرضاوي ، وفي ذلك

يقول أد . حسام الدّين عفانة: "... وقولهم قول قوي ولهم أدلتهم وأهمها: عن أبي هريرة أنّه عليه

الصلاة والسلام قال: (المؤمن لا ينجس) رواه البخاري ومسلم وفي رواية في صحيح البخاري (إن

المسلم) ، وأما حديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) فالصحيح أن كلمة طاهر لفظ مشترك يطلق على

المؤمن وعلى الطاهر من الحدث الأكبر وعلى الطاهر من الحدث الأصغر وعلى من ليس على بدنه

نجاسة وصرفه إلى واحدٍ من هذه المعاني يحتاج إلى دليل ولا دليل على ذلك فلا يسلم الاحتجاج به

على منع الحائض من مس المصحف".

وبتصوري: لا مانع من قراءة ومس الحائض للقرآن لضرورة التعلّم والتعليم والمراجعة والإسترقاء

بآيات الرقية ، خصوصا وأنّ الحائض عذرها ليس بيدها ، وقد تطول دورة بعض النساء إلى 15

يوماً ، ففي منعها من القرآن إلحاق ضرر ومشقة بها ، خصوصاً وأنّها أحوج ما تكون لقراءة القرآن

نظراً لما تمرّ به من الإضطراب والتوتر النفسي بسبب الحيض ، وإن أمكنها أن تقرأ القرآن من كتب

التفسير فهذا أحوط وأولى أو أن تلبس قفازين وتقرأ مباشرة من المصحف خروجاً من خلاف الفقهاء

في المسألة.