«كارنيجي»: مادة «التربية الوطنية» تروّج لوجهة نظر «الإخوان» عن الديمقراطية

كشف معهد «كارنيجي» لأبحاث السلام، في دراسة حديثة، أن أجزاء كبيرة من مادة التربية الوطنية

المنقَّحة للصف الثالث الثانوي بعد ثورة يناير 2011 تروِّج لوجهات النظر الإسلامية في الفصل

المتعلق بالديمقراطية، لاسيما تلك الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت

تعتمد على مقاربة تدريس الديمقراطية من منظور إسلامي، حسب الدراسة.



وانتهت الدراسة، التي صدرت، الأربعاء، وأجراها الباحث محمد فاعور، على مقررات مادة التربية

الوطنية في المدارس الحكومية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر في 11 دولة عربية

رئيسة، إلى وجود فجوة واسعة بين الأهداف المعلنة لبرامج التربية الوطنية، وبين تنفيذها.


ونبهت الدراسة إلى أن الكتب المدرسية في الدول العربية تضمنت أوصافًا متشابهة للديمقراطية

كمفهوم، إلا أنها تختلف في مواقفها تجاه الديمقراطية كنظام سياسي، موضحة «الكتب التعليمية في

مصر تشير إلى كل من النموذج الغربي للديمقراطية ونموذج الشورى الإسلامية»، مضيفة «تقدم

صورة إيجابية للديمقراطية، لكنها مع ذلك تبذل جهدًا لشرح كيف أنها تتوافق مع الشورى

الإسلامية».

ولفتت الدراسة إلى أن مبدأ الشورى يقدَّم في المنهج المصري على أنه مفهوم إلهي مقدَّس، في حين

يوصف الإسلام بأنه هو الذي «سبق إلى إرساء دعائم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن لم يستخدم

المصطلح نفسه»، منذ قرابة 14 قرنًا، و«كان المصطلح المفضل هو الشورى، وهو أوسع من

الديمقراطية».

وأوضحت الدراسة أن الأنظمة السياسية السلطوية تؤسس نظمًا تعليمية سلطوية تفتقر إلى المساءلة

والشفافية، وتهدف لأن تكون البيئة المدرسية تقوم على الطاعة العمياء لرموز السلطة، سواء كانوا

من المعلمين ومديري المدارس أو القادة السياسيين.